Powered By Blogger

اخر مواضيع منتديات الراقيات النسائية

الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

وكثيررررة ,,, تحمل معاناة الإصااابة بالمرض ,,,

 وكثيررررة ,,, تحمل معاناة الإصااابة بالمرض ,,,
واكيد الكثيرات يعانين من الآم نفسية بسبب ذلك
,,,

احب اوصي نفسي والاخوات بــــــــ
"



نعم اخواتي الصــــــبـــــــــر ,,, هذا الشعور اذا حاولتي التدرب عليه والتخلق به
تجدي ان شاء الله ثماره ونتائجه ,,,

و اذا تأخرت عليك نتائجه في الدنيا فثقي ان اجره ما يضيع عند رب العالمين :

وتأملي هذه الآيات وافرحي بها :

فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ
مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ

وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ

لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ
وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الاُمُورِ

فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ

وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ


وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ

أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ الله الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ

الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون

ومثل ما قلت الصبر يجئ بالتمرين والتدرب كما قيل

" العلم بالتعلم والحلم بالتحلم "


واللي يسهل الوصول الي الصبر انك تذكري نفسك ان صبرك عشان :

"انه عبادة وفيها مرضاة لله وفيه اجر كبيرررر "

" وان ثماره تتحصلين عليها ان شاء الله ,, وثقي ان بعد العسر يسرا "


وانتي اذا ما صبرت اولا فستصبرين اخيرا ,,, فتجملي بالصبر من البداية لانه النتيجة النهائية ,,,

فاحسن من البداية الواحد يتجمل به ويخلص فيه النية لوجه الله

والله ما يخيب اجر الصابرين


***************************

ايضا من الطرق اللي يفترض الحرص عليها :


الاسـتــغـفــــــار




الاستغفار نتائجه وعد الله بها في كتابه الكريم ,,, ومنها الامداد بالبنين :


** فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا** يرسل السماء عليكم مدرارا **

** ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا**

والاستغفار قبل انه يكون باللسان ,,,

ينبغي ان يكون رجاء من اعماق القلب لله بان يغفر ما سلف وما يأتي ...

وايضا الاستغفار ينبغي ان يكون معه العمل الصالح والبعد عما يغضب الله ,,,

يعني الوحدة وهي تتمنى من الله يحقق رجاءها تتقرب له باللي يحبه ,,, ويبعد عما يغضبه ,,,

***************************

ومن الاشياء اللي تعين في مثل هالظروف ,,, بل هو من اقوى الاسباب في الحصول على ما يطمع به الانسان :

الدعـــــــــــاء







والله ييتلي المؤمن ويحب ان يسمع رجاءه ودعاءه ,,,,
ولولا وجود ما يكره الانسان لما اندفع الى الله

واللي يتقرب بالدعاء يقوم بعبادة من افضل العبادات بل هو مخ العبادة ,,,

ودائما ادعي في سجودك " رب لا تذرني فردا وانت خير الوارثين "

ولا تقولي : دعوت ولم يستجيب الله ,,,
فكل دعوة دعوتيها اما مدخرة عند رب العالمين لك في يوم العرض والحساب ,,,

واما يصرف الله بها عنك بلاء واما يحققها لك ,,, فلا تتعجلي الاجابة ,,,,

الكلام طويل في مثل هذه الامر ,,, وقد لا تشعر بقيمة هذا الكلام الا من تجرعت الحزن والحرمان ,,,

لكن من تنظر إلى تلك المعاناة على انها حرمان وعلى انه ظلم
ومعاذ الله ان نقول عن الله ذلك ,, فقد خسرت الدنيا والاخرة ,,,

ومن نظرت الى تلك المعاناة على انها ابتلاء وتمحيص وتخفيف من الذنوب ,,,
فلتفرح لانها من عباد الله المصطفين ,,,

انها مجرد نظرة ,,,

انها "نية" فقط ,,,

ولكن انظرن الى النتائج وفرق كبير بينهما ,,,,,,,,,

فلتبادر كلا منا الى تصحيح النية والفرح بهذا التمحيص ,,,

وامر أخر يدعو الى الاطمئنان ,,,

وهو ان الله قد اختار الذي فيه الخير للانسان ,,,

ولو اطلع الانسان على الغيب ,,, لاختار ما هو فيه الان ,,,

والحال الذي هو عليه ,,,



***************************

ومما قرأته في شأن الابتلاء هذا الكلام القيم :

إن هذا طريق الأنبياء والصالحين الأتقياء أشد الناس بلاء الأنبياء

ثم الصالحين ثم الأمثل فالأمثل فالمؤمن الصادق قادر بعون الله
على مواجهة الخطب والثبات عند البلاء والمرونة عند اشتداد النازلة.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا عبد الله بن نمير ، ومحمد بن بشر ،
قالا : حدثنا زكرياء بن أبي زائدة ، عن سعد بن إبراهيم ، حدثني ابن كعب بن مالك ،
عن أبيه كعب قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع ، تفيئها
الريح ، تصرعها مرة وتعدلها أخرى ، حتى تهيج ، ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذية
على أصلها ، لا يفيئها شيء ، حتى يكون انجعافها مرة واحدة " * مسلم

إن العسر يتبعه يسر وإن الشدائد مهما تعاظمت وامتدت لا تدوم على صاحبها بل إنها

أقوى ما تكون اشتداداً وامتداداً واسوداداً أقرب ما تكون انقشاعاً وانفراجاً وامتداداً فيأتي
العون من الله والإحسان عند ذروة الشدة والامتحان وهكذا نهاية كل ليل غاسق فجر
صادق ، فما هي إلا ساعة ثم تنقضي ويحمد غب السير من هو سائر. الابتلاء سنة من
سنن الله عز وجل


***************************

يبتلي الله جل وعلا العبد لأربعة أمور أو فوائد أو نتائج:

أولها الرفعة في الدنيا والرفعة في الآخرة : فإن المبتلين أعظم الناس رفعة يكونوا مبتلين

في أول الطريق فإذا صبروا واحتسبوا رفع الله ذكرهم أبد الدهر.

ثانياً التربية : فإن الله يربي القلوب بالتربية سبحانه وبحمده حتى تخلص لله وتصدق له
جل في علاه .

ثالثاً تحقيق العبودية : فإن الله يريد أن يعرف أن هذا العبد عبد له و لا يمكن أن يكون عبداً
في الدعاء و لا بالحجج التي لا يقوم عليها دليل حتى يعلن العبودية وكثير من الناس يعلن
أنه عبد لله ولكن إذا ابتلي نكص على عقبيه خسر الدنيا و الآخرة ذلك هو الخسران المبين .

فمن أعظم فوائد الابتلاء أن يحقق لك مقام العبودية إن كنت عبداً فهذا هو الابتلاء
فاصبر له فإن الذي كتب عليك الابتلاء هو الذي كتب عليك النعم .

رابعاً الأجر والمثوبة : الأجر والمثوبة عند الله جل جلاله وهو الذي لا تضيع عنده الودائع
إذا ضاعت عند الناس وهو الذي لا يخسر من يعامله بل يستفيد وهو الذي لا يهزم من يتولاه بل ينتصر .

فالزمي يديكي بحبل الله معتصمة ً

فإنه الركن إن خانتك أركان


***************************

ومما يخفف الابتلاء كما ذكر ابن القيم في كتابه القيم زاد المعاد أمورٌ منها :

أولاً : أن تؤمن بالقضاء والقدر ففي صحيح مسلم عن يحي بن يعمر وهذا أول حديث في
الصحيح ( قال ابن عمر رضي الله عنهما لما حُدث أن أقواماً في العراق لا يؤمنون
بالقضاء والقدر فقال والذي نفسي بيده لو أنفق أحدهم مثل أحد ذهباً ما تقبل منهم حتى
يؤمن أحدهم بالقضاء والقدر ) . وفي حديث صحيح عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه
أنه قال لابنه لما حضرته الوفاة : يا بني عليك بالإيمان بالقضاء والقدر فوالذي نفسي بيده
إن لم تؤمن بالقضاء والقدر لا ينفعك عملك أبداً.
وقال عليه الصلاة والسلام (واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطئك لم يكن ليصيبك) .
فأول ما يخفف الابتلاء والمصيبة قضية الإيمان بالقضاء والقدر .
من لم يؤمن بالقضاء والقدر فلا قبل الله له صرفاً و لا عدلا وله عذاب أليم .

ثانياً : أن تعلم أن ما أصابك أنه قليل بالنسبة لما أعطاك الله
(مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ (96) النحل}
فما أصاب العبد بمرض أو هم أو غم أو حزن إلا كفر الله به من سيئاته حتى يمشي_على الأرض وما عليه خطيئة ،
فاعلمي أن ذلك الابتلاء تكفير للسيئات وتمحيص للذنوب والخطيئات .

الأمر الثالث : أن تتسلى بالمصابين أو المبتلين من الناس و أن تعلم أن كل دارٍ فيها مصيبة
وفي كل وادٍ بنو سعد فالتسلي بمصائب الناس وتذكر مصائب الناس من أعظم ما يدفع الكرب عن النفوس أو يخفف المصيبة .
ذكر ذلك ابن القيم وقال واعلم أنه في كل وادٍ بنو سعد .

إذا عُلم هذا فإن الذي يخففها أيضاً أن تعلم أنها أقل مما كانت فإن الله جل جلاله يخفف
بعض المصائب عن بعض و أعظم مصيبة تصيب العبد مصيبته في الدين وهي التي
لا جابر لها و لا مسلي لها ولا معزي لها فاحمد الله جل جلاله أن أصبت بمصيبة في
جسمك أو في ولدك أو في مالك ولم تصب بمصيبة في دينك فإنها من أعظم المصائب ،
بل هي أم المصائب و لاجابر لها إلا التوبة والعودة إلى الله والأوبة واسمع إلى الصالحين
في قصص عجيبة و إيرادات غريبة عذبة جميلة أوردها الله جل جلاله في كتابه
وأوردها رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته

يقول الله جل وعلا عن أيوب لما مسه الضر :
وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ(83) الأنبياء

أصيب بمرض في جسده مكث ثمانية عشر عاماً لا يهدأ و لاينام. فيا من أصيب في بدنه
يامن أصيب في جسمه يامن فقد يديه أو قدميه أو جميعها يا من فقد أنملة من أنامله
أو عضواً من أعضائه هاك مثلاً كله تضحية ، هاك مثلاً كله صبر، كله إيمان، كله يقين
بالرحمن ، أيوب عليه السلام أصيب بمرض في جسده مكث ثمانية عشر عاماً لا يهدأ
و لايذوق طعاماً و لا شراباً و لايكتحل بمنام فلما بلغ ثمانية عشر عاماً كما قال أهل
التفسير قالت له زوجته لما لا تشتكي لله لما لا تشتكي لربك وأنت نبي من أنبيائه
لم لا تعرض نجواك وشكواك على الله فإنه يكشف الضر
( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) (62) النمل}

فقال لا والله لا أدعوه حتى تتساوى أيام صحتي وأيام ابتلائي… يا سبحان الله ..
إن أيام الصحة لا تحسب عند كثير من الناس نصح كثيراً و ننعم سنوات طويلة فإذا أتت
البلوى سنة تكاثرنا السنة وحسبناها وحصرناها وأما أيام النعمة و أما أيام الرخاء لا تعد
و لا تحسب فأبى أيوب عليه السلام أن يدعو الله عز جلاله ولما كاد المرض أن يصل
إلى لسانه ، لما رأى أنه سوف ينقطع عن ذكر الله وتسبيحه وتحميده وتهليله دعا ربه جل
في علاه ولكنه لم يصرح وانظر إلى حسن الأدب
( أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )

أنا المريض وبيدك الشفاء فإن كنت ترى أني قد أصبحت في حالٍ ترضى لي بالعافية
فعافني يا رب. فأحب الداء إليَّ ما أحببته أنت لي أو الأمر ما أحببته أنت.

روى الطبراني بسند فيه نظر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :يقول الله تبارك وتعالى
إني أعلم بعبادي . إن من عبادي من لو ابتليته لما استطاع ولما صبر،
ومنهم من لو عافيته لما شكر فأنا أصرف عبادي كيف أشاء

وقال: محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة حدثنا سهل بن عثمان العسكري حدثنا
يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال: قال عكرمة بن عمار قال: محمد بن عبدالله الدؤلي
قال: عبدالعزيز قال حذيفة رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب وهو
مشتمل في شملة يصلي وكان إذا حزبه أمر صلى

يقول سيد قطب رحمه الله في الظلال في قوله تعالى
"واستعيوا بالصبر والصلاة":

"يقرن الصلاة إلى الصبر ; فهي المعين الذي لا ينضب والزاد الذي لا ينفد المعين الذي
يجدد الطاقة والزاد الذي يزود القلب ; فيمتد حبل الصبر ولا ينقطع ثم يضيف إلى الصبر
الرضى والبشاشة والطمأنينة والثقة واليقين إنه لا بد للإنسان الفاني الضعيف المحدود
أن يتصل بالقوة الكبرى يستمد منها العون حين يتجاوز الجهد قواه المحدودة حينما تواجهه
قوى الشر الباطنة والظاهرة حينما يثقل عليه جهد الاستقامة على الطريق بين دفع
الشهوات وإغراء المطامع وحينما تثقل عليه مجاهدة الطغيان والفساد وهي عنيفة حينما
يطول به الطريق وتبعد به الشقة في عمره المحدود ثم ينظر فإذا هو لم يبلغ شيئا وقد
أوشك المغيب ولم ينل شيئا وشمس العمر تميل للغروب حينما يجد الشر نافشا والخير
ضاويا ولا شعاع في الأفق ولا معلم في الطريق هنا تبدو قيمة الصلاة إنها الصلة
المباشرة بين الإنسان الفاني والقوة الباقية إنها الموعد المختار لالتقاء القطرة المنعزلة
بالنبع الذي لا يغيض إنها مفتاح الكنز الذي يغني ويقني ويفيض إنها الانطلاقة من حدود
الواقع الأرضي الصغير إلى مجال الواقع الكوني الكبير إنها الروح والندى والظلال في
الهاجرة إنها اللمسة الحانية للقلب المتعب المكدود ومن هنا كان رسول الله ص إذا كان
في الشدة قال < أرحنا بها يا بلال > ويكثر من الصلاة إذا حزبه أمر ليكثر من اللقاء بالله
إن هذا المنهج الإسلامي منهج عبادة والعبادة فيه ذات أسرار ومن أسرارها أنها زاد
الطريق وأنها مدد الروح وأنها جلاء القلب وأنه حيثما كان تكليف كانت العبادة هي مفتاح
القلب لتذوق هذا التكليف في حلاوة وبشاشة ويسر إن الله سبحانه حينما انتدب محمدا
صلى اللع عليه وسلم للدور الكبير الشاق الثقيل قال له يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا
نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا فكان
الإعداد للقول الثقيل والتكليف الشاق والدور العظيم هو قيام الليل وترتيل القرآن إنها
العبادة التي تفتح القلب وتوثق الصلة وتيسر الأمر وتشرق بالنور وتفيض بالعزاء
والسلوى والراحة والاطمئنان ومن ثم يوجه الله المؤمنين هنا وهم على أبواب المشقات
العظام إلى الصبر وإلى الصلاة ثم يجيء التعقيب بعد هذا التوجيه إن الله مع الصابرين
معهم يؤيدهم ويثبتهم ويقويهم ويؤنسهم ولا يدعهم يقطعون الطريق وحدهم ولا يتركهم
لطاقتهم المحدودة وقوتهم الضعيفة إنما يمدهم حين ينفد زادهم ويجدد عزيمتهم حين تطول
بهم الطريق وهو يناديهم في أول الآية ذلك النداء الحبيب يا أيها الذين آمنوا ويختم النداء
بذلك التشجيع العجيب إن الله مع الصابرين."

ذكر أهل السير والتراجم في سيرة عروة بن الزبير رضي الله عنه وأرضاه أراد الله عز
وجل أن يرفع درجته عنده فكتب عليه ابتلاء حيث سافر عروة إلى الشام وفي الطريق
أصابته الآكلة في رجله فاجتمع عليه الأطباء . قالوا نقطع رجلك من القدم فقال لا ،
أصبر وأستغني فدخل المرض إلى ساقه فقالوا نقطعها من الساق فقال : لا . أصبر
وأستغني، فدخل المرض إلى الفخذ ، فقالوا مالك من حل إلا قطعها و إلا فسوف تموت
فقال : الله المستعان ، إنا لله وإنا إليه راجعون . فقالوا لا نقطعها حتى نسقيك كأساً من
الخمر قال : يا سبحان الله عقل منحنيه ربي أذهبه بكأس من الخمر ، لا والله ولكن إذا
توضأت ودخلت في الصلاة فاقطعوها . فتوضأ واستقبل القبلة وبدأ في صلاته يناجي ربه
جل جلاله وهو في الآيات يحلق بروحه مع تلك الآيات البينات فتقدم إليه الأطباء
بالمناشير فقطعوا رجله فلما غلبه الدم سقط مغشياً على وجهه من الإغماء وبعد ساعات
استفاق وقالوا له أحسن الله عزاءك في ابنك رفسته دابة الخليفة فمات . يا سبحان الله في
هذه الفترة في إغماءه رفست ابنه دابة الخليفة فمات. انظر إلى المصائب كيف تحدث ؟
وانظر إلى ألطاف الله وحكمه بالقضاء والقدر. ماذا قال ؟ قال : الحمد لله .. إنا لله وإنا
إليه راجعون اللهم لك الحمد - انظر إلى الذي يعد النعم - قال اللهم لك الحمد إن كنت
أخذت فقد أعطيت وإن كنت ابتليت فقد عافيت ، أعطيتني أربعة من الأبناء وأخذت ابناً
واحداً وأعطيتني أربعة من الأعضاء وأخذت واحداً فلك الحمد ولك الشكر ثم قال :

لعمرك ما مديت كفي لريبـة
و لاحملتني نحو فاحشــة رجلي

و لادلني فكري و لانظري لها
و لاقادني فكري عليها و لاعقلي

و أعلم أني لم تصبني مصيبـة
من الله إلا قد أصابت فتى قبلـي

رجع محتسباً إلى الله لأنه الذي قدر وابتلى . والابتلاء قد يكون صعباً على النفوس لكن
يرفع الله تعالى به درجة الأنبياء ، ويمحو به خطايا الصالحين الأتقياء .

فيا أختي في الله : أبشري قد يريد الله لك في الجنة لا تبلغها بصيام أو صدقة أو قيام ولكن
بصبرك على هذا الابتلاء واحتساب الأجر عند فاطر الأرض والسماء ، فاصبر
واحتسب فاصبر واحتسب فإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا
اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(200) آل عمران

رُوي عن الحسن البصري التابعي الجليل أنه قال : " عجباً لمكروب قد غفل عن خمس
وقد علم ما جعل الله لمن قالهن .

الأول : قول الله جل جلاله { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الْأَمْوَالِ
وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ(155)الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا
إِلَيْهِ رَاجِعُونَ(156) البقرة .

الثاني : قول الله جل جلاله : { وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ(44) فَوَقَاهُ
اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ(45) غافر}.

الثالث : قول الله جل جلاله { وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي
الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ(87) الأنبياء} .

الرابع : قول الله جل وعلا { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ(88) الأنبياء} .

الخامس : قول الله جل جلاله { وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا
فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(147) فَآتَاهُمْ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا
وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(148) آل عمران}.

قال الحسن البصري من لزم قراءة هذه الآيات في الشدائد كشفها الله عنه لأنه قد وعد
وحكم فيهن بما جعله لمن قالهن ، وحكمه لا يبطل ووعده لا يخلف .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا

وعن عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده أن أبا عبيدة حوصر فكتب إليه
عمر رضي الله عنه يقول : مهما ينزل بامرئ شدة إلا جعل الله له بعدها فرجاً
وأنه لن يغلب عسرٌ يسرين .

ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر أن الكرب إذا اشتد وعظم
وتناهى وحصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين تعلق قلبه بالله وحده وهذا هو
حقيقة التوكل على الله وهو من أكبر الأسباب التي تطلب بها الحوائج فإن الله يكفي من
توكل عليه كما قال سبحانه
{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (3)الطلاق} .
وعن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء أنه سُئل عن هذه الآية
{ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ(29)الرحمن }

قال سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
إن من شأنه أن يغفر ذنباً ويكشف كرباً ويرفع أقواماً ويضع آخرين .


***************************

وهاك أختي في الله هاك علاج المصائب والمحن :

أولاً : الاسترجاع كما قال الله جل جلاله
{ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ(156)البقرة }
وهي تتضمن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتهما تسلى عن مصيبته
أحدهما أن مصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق .

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أحد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها إلا أجاره الله في مصيبته وأخلف له خيراً ) .

الثاني : أن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه .

الثالث : أن ينظر إلى ما أصيب به فيحمد ربه أن قد أبقى عليه مثله أو أفضل منه أو ادخر له إن صبر ورضي .

الرابع : أن يطفئ نار مصيبته وألمه ببرد التأسي بأهل المصائب و ليعلم أن في كل وادٍ
بنو سعد ولينظر يمنة فهل يرى إلا محنة ؟ ثم ليعطف يسرة فهل يرى إلا حسرة ؟ و أنه
لو فتش العالم لم يجد فيهم إلا مبتلياً .

الخامس : من علاجها أن يعلم أن الجزع لا يبردها … لا والله بل يضاعفها وهو في الحقيقة من تزايد المرض .

السادس : أن يعلم أن ما يعقبه الصبر والاحتساب من اللذة والمسرة أضعاف
ما كان يحصل له ببقاء ما أصيب به لو بقي عليه .


***************************


وأخيراً أختي في الله .. أخيراً أختي في الله :

تذكري أنه كلما تشتد الأزمة تنفرج ..
تذكري أختي في الله أن الفرج يأتي من الله جل جلاله على قدر شدة البلاء ،
تذكري أن مايكره العبد خير له مما يحب .. لماذا ؟
لأن ما يكره يهيّجه على الدعاء وما يحب يلهيه عنه ،
تذكري أن المؤمن أمره كله له خير إن صبر واحتسب ،
تذكري أن من ساعة إلى ساعة فرج ،
تذكري رب خير استفدته من شر ونفع من ضر ،
تذكري ربما امتحن الله العبد بمحنة يخلصه بها من الهلكة فتكون تلك المحنة منحة من أجل النعم ،
تذكري أختي في الله أن الله جل في علاه يبتلي العبد وهو يحبه ليسمع تضرعه ليسمع صوته ودعاءه .
فيا أختي في الله : يا من ابتلاه الله .. اصبري واحتسبي فإن الله عز وجل أراد لك ذلك وأحبه لك فأحب ما أحبه الله لكي


***************************


إضاءات:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء
" لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم"
متفق عليه

قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب :
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :
" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له

"ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون ،
اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها "

رواه مسلم632/2

اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ".
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء


ماأصاب عبدُ هم ولاحزن فقال :
اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك
أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك
أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء
حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحا"
رواه أحمد وصححه الألباني.الكلم الطيب ص74


***************************


اضغطي هنا لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق